خذلان النفس .. بقلم المبدعة ✒️ مقداد هبة نسرين

 لازلت هنا...لا أستطيع الهروب من هذا الهاجس...في أحد أركان غرفتي المظلمة، أسند رأسي على ركبتي...وحيدة، نعم بمفردي، وماذا بعد؟...هل انتهت مسرحيتكم؟...هل ختمتم الحوار دون وداع حتى؟...أتكتفون بإسدال الستار، وغلق بوابة المسرح...لكن لا أزال هنا...لا أحد ينجدنيٓ...الكراسي فارغة...انتهى العرض يا فتاة...استيقظي أيتها النفس المخذولة واخرجي من جسدي لعلي أرتاح...أمشي في الطرقات، جسد بلا روح...أين ذهبت؟...بل ماتت، ماتت ولن تعود لما كانت عليه يوما...أتعلم ماذا يا صاح!...أكلم نفسي كل ليلة كالمجانين...أهو انفصام؟...لا فأنتم تقولون أنه صراع مع النفس...لكن أين الجماهير؟...لا أرى أي حلبة هنا، فكيف أصارع شيئا غير مرئي؟...ظننت أن التفافهم حولي من أجلي، من أجل مصلحتي...لكن يال غبائي آنذاك...صدمت...بل خذلت، بعد معرفتي أنهم ما التفوا حولي إلا للنعم التي كانت تحيط بي...أخذوا النعم وغادروا دون وداع...بدون ترك رسالة نصية تحمل عبارات الشكر حتى...وهاهي نفسي تنطق مجددا لتقول..."خذلوك...كسروا قلبك...انتِ تتألمين...بل نحن نتألم يا بلهاء...أشعر بتلك الوخزة في العضو المتمركز يسار صدرك...نمر بلحظات اشتياق لما مرت ذكراهم مع همسات الليل وضوء القمر...لكنه أمر طبيعي...فهذه الغريزة البشرية اللعينة...تباً لهم ولقلبي وجوارحي وضميري"...انتظري لحظة...يعلم الجميع بذلك...انكسارك...وشعورك بالخذلان...إلا من فعل ذلك، فلا حق له في معرفة شعور قلبك بعد التفريط به...اصمتي ولا تقولي لأحد ما بك...دعي فضفضتك لوسادتك، وجدارك الأبكم...أما أمامهم...نعم أولائك الحمقى الذين ظنوا أنفسهم محورا لحياتك، بعد اعطائك الاهتمام والتقدير المبالغ فيه لهم...كوني باردة امامهم، متجاهلة لهم...جثة هامدة، لا تأبه للترهات التي تجري من حولها...نعم تلك هي انا الآن...مرحبا يا أنا الجديدة، أرى أن برودك هذا سيأخذنا لعالم أجمل...هه لا أريد أي عالم أجمل...انا هنا فقط لمشاهدة مسرحيات الحمقى...منتظرة النهايات لأصفق ببرود، واكون اول من يغادر المحطة...دعيهم في حسرة مع ضمائرهم الميتة...أنا بخير الآن...أنتظر يوم الحشر بنفس ميتة أبت الذهاب نحو القبور.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جحيم الزنزانة سبعة بقلم ✒️ المبدعة طالح هديل

سيرة ذاتية منتهى ابراهيم عطيات

حوار رفقة المبدعة 👑 شتيلة غفران