رسالة الثامن من مارس بقلم المبدعة سلسبيل رضوان
رسالة الثامن من مارس
نعم ... لقد زاد عددنا وتخطينا عتبة الخمسة ملايير أنثى مقارنة بملياري ذكر في هذا العالم الواسع...ولكن ماأحوجنا إلى فتيات مختلفات ؛ يتقن الاختلاف الحسن ...ماأحوجنا ؛إلى قويات ؛ طموحات ؛ خيرات وطيبات ..يتقن كل مايفعلن في أي مكان.. لايخضعن للحياة وظروفها بمجرد مرورهن بتجربة فاشلة ؛ ويعلمن جيدا أن الحرية الحقيقية حرية الفكر والإبداع ؛ لا التجرد من الأخلاق والدين والأدب .
ما أحوجنا إلى من تضع والديها ضمن أول أولوياتها ؛ ترفع رأسيهما وسط المجتمع وتكرم شيبا غزا شعرهما ..تخاف الله وتراقبه في سرها وجهرها ؛ وحدها أو وسط حشد يراقبها ..
ماأحوجنا إلى من إن وقفت على مبادئها ؛ لم يقو ريح عاصف على تحريكها ..
نحن نعلم جيدا ما آل إليه وضع مجتمعنا الآن ؛ نعلم جيدا أن كل من يتظاهرن بأن لكل منا حريته وكرامته وشخصيته(التي يتخطى بها الحدود) ؛ سيعلمن ما تأثير ذلك على بناتهن مستقبلا ..
علينا تدارك الوضع 🌸
......
كلنا نعرف عيد المرأة ؛ العيد الذي يتغنى به الجميع ؛ يقدسون فيه المرأة ويهدونها الورود ؛ ويقدمون لها أحلى العبارات ؛ لكن الأهم من ذلك كله هو ماذا؟؟
إننا اليوم في الثامن من مارس سنة 2021 ..في هذا اليوم بالذات تمر 110 سنوات على أول احتفال بعيد المرأة ؛ والذي كان سنة 1911 ..
كم احتفالا مضى!؟ ؛ وكم أهدرت الأموال الطائلة للاحتفال به ؛ وكم وكم...!
لكن ..هل فكرنا يوما كم عدد النساء اللواتي -فعلا- حققن أحلامهن؟
علينا جميعا أن نعرف أولا حكاية عيد المرأة وكيف تم الاعتراف به ...
سنة 1908 ؛ أضربت عاملات مصنع النسيج بأمريكا عن العمل ؛ وذلك طلبا لرفع أجورهن فقد كان آن ذاك أجر المرأة يساوي نصف مايتقاضيه الرجل ؛فقام مدير المصنع بإغلاق أبوابه وحرق كل العاملات فيه...
بعد هذا العمل الاأخلاقي سعت العديد من النساء إلى المطالبة بحق المرأة وتكريمها في شتى المجالات؛ حتى تم عقد مؤتمر في الدنمارك ؛ وتم الموافقة بالإجماع على أن يكون الثامن من مارس عيدا عالميا للمرأة ..
وقبل كل هذه الأحداث ؛ كان الإسلام أول من أعطى للمرأة حقوقها ؛ فكرمها بنتا ؛وزوجة ؛وأما؛ وجدة..
وجعل منها شقيقة الرجل.
كل هذا لسبب عظيم وحكمة بالغة؛ تكمن في أن المرأة عظيمة مهما كان موقعها ؛ أصلها ؛ وعمرها ؛ وحتى ظروفها ..
أيتها المرأة ؛ رسالتي اليوم موجهة إلى البطلة الخارقة فيك ؛ سواءا كنت أما أو بنتا أو جدة ؛ فكفة توازن الحياة بيدك ؛ كوني نورا لما حولك ..
إن كنت بنتا فاجعلي من نفسك قدوة حسنة لصديقاتك ؛ وكوني قوية دائما؛ وإن كنت أما فابني جيلا صاعدا واعيا ؛ وازرعي في نفوس بناتك الحب والأمل والقوة الحقيقية .
عزيزتي ؛إن الأنوثة ليست ألوانا فاقعة على وجهك؛ أو شعرا طويلا أو جسما ممشوقا ..كما أن القوة ليست قصة شعر قصير ولباسا رياضيا أو صوتا مرتفعا ...القوة تكمن في ذلك المتواجد أيسر صدرك ؛ القوة تكمن في كبح النفس عن الهوى من أجل تعويضات الله المذهلة ..في الابتسام والتحدي رغم الخلفية الملبدة بالغيوم ؛ بتقبل النفس بكل عيوبها ثم السعي للتحسين والتطوير دون كلل أو ملل..
علينا دائما أن تذكر أن الجمال الخارجي ملفت للنظر -بشكل مؤقت فقط- والأهم من هذا هو التركيز على أشياء أخرى أسمى وأهم ..
وفي هذا الصدد أذكر لكن ماقاله المفكر فرنسيس سكوت فيترجيرالد : "كانت جميلة.. ليست كفتيات المجلات؛ بل جميلة لأنها ترى الأمور بشكل مختلف.. لأنها تجعل الآخرين يبتسمون حتى وهي حزينة.. لم يكن جمالها ينبع من أي شيء خارجي مؤقت؛ كان ينبع من أعماق روحها ".
هذا أمر واقعي نراه دائما ؛ إذ نجد العديد من النساء المتوسطات الجمال يعشن حياة السعادة والرضا ؛ ولو ذكر اسمن لكان الجميع يشيد بهن ..لماذا ؟!.. بكل بساطة لأن روحهن طاهرة وجميلة وهذا ما أدى إلى إنعكاس هذا الجمال على وجوههن.
كوني على يقين أن كل شيء يحدث لسبب ، لو أجبنا يوما عن السؤال المطروح " لماذا خلقت ؟ ولماذا أنا في هذا المكان بالذات ؟ ومانفعي ؟ لكان لحياة الكثيرين منا معنى ، ولما شغلنا وقتنا بسفاسف الأمور ، ولما أهدرنا كلماتنا في إغتياب الناس ونشر عيوبهم .. كوني على يقين عزيزتي أن الحياة جميلة بحلوها ومرها فلا لذة للطعم الحلو دون المالح .. والواقع أجمل بكثير من مواقع التواصل الاجتماعي ، ماقيمة كل المتابعين من حولك في هذه المواقع و الواقع يفتقر إلى ربعم وما فائدة كل الحب والود على الفضاءات الإلكترونية والحقيقة صحراء قاحلة لا ود فيها ولا محبة ؟ صغيرتي أو أختي أو حتى خالتي أو لنقل حتى لو وصلت لعمر جدتي .. العمر عدد لا غير ، لا عمر لتوقف النجاحات والأحلام - احلمي وحققي الحلم ولتكن طريق تحقيقه ممهدة بالورود . لا تكترثي لرأي الآخرين فرأي الناس لا يطعم الخبز - كما قيل . ... أرسمي السعادة بين الناس بينما يحفر الآخرون الحفر ، واستمتعي بالحياة بينما الآخرون يبكون على الأطلال .. استغلي كل لحظة في حياتك ؛مري بالأيام ولا تجعليها تمر بك . أخبري كل شخص بإيجابياته واجعليه السند الوحيد لنفسه وقت الشدة ............
سلسبيل رضوان
🌸💙
ردحذف