الظلام بقلم رندة برج

الظلام ...

روحي تتلاشى و تنهار في كل لحظة و في كل فينة و الأفكار تتآكل داخل رأسي و تزاحم كل ذرة أمل أحاول إيقاضها. فتتغلب عليها بظلامها الدامس ، و لحظات الكآبة تحلق فوق رأسي كالغراب الفارح لوفاة شخص . إنعزلت و إنفردت عن غيري متمسكة بأفكاري .

تمسكت بغرفتي و جدرانها الباردة التي إحتضنتني أنا و مشاعري المنهارة و كبريائي المحطمة التي زرعت في نفسي .رغم تخلي الجميع عني . حاولت التمسك و الوقوف و حاولت مرارا و تكرارا و لكن أين بأفكاري الشاردة التي لا تفارقني و آلامي التي تصارع في دوامة ...

هاهو يوم آخر احاول النهوض من جديد و ازرع ورود من أمل و لكن هاهو ذا الظلام يسيطر .

و ها هو ذا ذلك الصوت الخشن يخرج من وسط الظلام و هو يردد اسمي مع كلمات غير مفهومة . ها قد اقترب اكثر فأكثر مني مرددا لا تخافي استمري في تفكيرك استمري لا تحاولي التوقف أنه وقت الدخول في علمنا . 

 اي علم ؟ و من انت حتى تقول عالمنا ؟ . 

أنه عالمنا ....نعم عالم الظلام ، الذي أنشأته داخل رأسك بتفكيرك المتزاحم و دموعك السائلة التي لا تتوقف ... استمري في ذلك نعم إنه مفتاح دخولنا في عالم الظلام الحقيقي فهذا السواد الذي يدور من حولك لا يساوي أي شئ هيا هيا 

لماذا يجب أن ابكي و لماذا يجب أن احزن ؟ 

لقد كنت فتاة مرحة لا تعرف معنى الالم كيف لي ان أبقى منعزلت كما أني كرهت كل هذا كرهت وحدتي، تبا ...

اسكتي .... توقفي عن هذه التفاهة والا 

والا ماذا .؟

ها هو ذلك الصوت يضحك ضحكة ساخرة هاهاهاهاها . والا سوف تبقين طول حياتك تنوحين و تتألمين ...

و سوف تحل عليكي لعنة اكبر من هاته التي انتي فيها الان .

ها هي دموعي تزورني مرة أخرى و لكن الان ليست دموع حزن بل دموع خوف ، خوف من الذي سوف يحل بي و أنا وحيدة 

ذلك الصوت يخرج مرة أخرى كأنه يسمع ما يجول داخلي من افكاري ،

هاهاهاه لستي وحيدة اني برفقتك معكي دائما حتى نحكم و نتحكم في عالم الظلام ، فلا تنسي انكي انت من صنعتي هذا العالم المظلم و الكئيب ... هاهاهاه انت ملكة الظلام فأنت خلقني من ظلام و سوف تبقين في ظلام يا عزيزتي هاهاهاهاهاها.....

رندة برج 

ولاية الطارف