ما بين الصفحات بقلم المبدعة ✒️ صدوق بشرى
جميل ان نسعى ،نسعى لتحقيق بعض الأهداف لتغيير حياتنا إلى الافضل،
نواجه الصعاب ونكسر العوائق، نتخطى ونتجاوز نتحدى
تماما مثل البحر،به أشياء لا يريدها في أعماقه،به نفايات به مفقودين منهم من غرقوا أخرون ذهبوا إلى رحمة ربهم .......لم يكن ابدا سببا في أي ما جرى،نعم ليس هو السبب ،فتأتي الأمواج لترمي ماضيه على الشط ،لينسى ويتجاوز و يتم حياته ،فيعود من جديد صاف ويرجع إلى طبيعته. ..
جميل ان تحلم ان تطمح ان تكون ذا أهداف وأحلام ،تتعلم من صعاب الحياة،فلا تكرر الأخطاء ،ان تخطو وتخطط للمستقبل فتقطع أزهار من الماضي و تزرعها في الحاضر لتنمو في المستقبل ......من هنا تتعلم ان من يفشل سينجح .....عندما تتعلم أن الرسوب و عدم النجاح ليس عيب ،عندها ستنتهي من حيث وقوعك لتكمل مسارك
تمسك بخيط الأمل دائما ،كن على يقين أن من خلقك سيرزقك
تعلم ان تأخذ بالأسباب وتتوكل على الله فهو لن يضيعك .....
كم من شخص ضربته رياح الحياة أغرقته هموم البحار ،اهلكته الدنيا.....
ما من شخص على الأرض إلا و قد سئم من العالم
فنصف غدر وآخر قتل والبعض خذل و منهم من تمت خيانته
بعض منا أخذت منه الحياة ما كان يستند عليه جزء تغلب عليه المرض أخر قتله الفقر و معظمهم غرتهم أموالهم فطغوا
فالحياة حتما ستهدم لك مابنيته وتحطم ما تمنيته .......
،فكل منا ملك شيء وحرم أخر لكنه لا يعلم قيمته حتى يحرم منه ...
فبعض يختبر المولى صبرهم وآخرون منهم لليستفيقوا من نومهم ....... أما الباقي ليعلموا أن الله موجود
فلا تيأس و لا تحزن.....واصبر وكن على يقين انك ستبشر
فأجمل ما في الدنيا هو اللقاء و اصعب ما فيها الفراق هكاذا يقال !
فالدنيا مكاتيب. .....
و هذا ما كتب في قدري .......
قد كبرت وترعرعت في عائلة محافظة
تهتم بالأخلاق و العادات و التقاليد مجتمع مهلوس بالاصول يهتم لما قيل وقال. .....
كما تعلمون لا يوجد في رصيدهم شابة تدرس في الجامعة ،تحلم الأحلام او تتمنى تملك مواهب
عندهم المرأة الصالحة من تقيد بمسؤولية منزل لا غير ، تأسس اسرة و تنجب الاطفال ، تتحمل زوجها رغم اهانته المستمرة لها ، تخضع له كأنها ولدت لتخدمه!.....
مهما أمرت فلتطبقه و مهما فعلت فهو ناقص لا تستطيع اي واحدة منا ان ترضيهم بمنظورهم السخيف تلقى احلام النساء جانبا ، توجد المرأة للطاعة كأنهم لا زالوا في عصر الجهال ......
في تلك القرية التي كبرت بها لايهتمون للمشاعر ولا يراعون للأحلام و الطموحات
كأن أقدارنا نحن النساء كانت متشابهة ،لم تكن واحدة متميزة عن الأخرى ،بالعكس نفس القصة تكرر ، يتفاخرون بأولادهم ،يزوجون بناتهم بعمر مبكر فهذا هو مفهوم المستقبل
كما هو الحال ،
أنا كذلك تزوجت برجل قصرا عني لم احبه ابدا ، رغم تفوقي في الدراسة ، و خصوصا في شهادة البكلوريا ،أبي كان يحبه كثيرا ،فهو شبيه به ....
أما عني فكنت اعارضه دائما ، كم كنت اتمنى الزواج برجل ارتاح له قلبي ، ان احقق احلامي و أن أتوظف ، حالي حال بنات المدن التي سمعت عنهم و لكن هيهات فلا يحق لنا تقرار مصيرنا ،كنت مختلفة دائما عن شابات الحي ،فكان حلمهم الوحيد عقد القران .....!كنت ذات أهداف ....لكن لم يكن في وسعي شيئ لم أستطع التغلب عنهم .....
تمر الايام ثم الشهور .......ليتبين انى السرطان قد استولى رحمي .......
الصدمة ........
كيف، كيف ......!ألم يعد بإمكاني الإنجاب.......؟؟؟
ألم يعد بأمكاني سماع صراخ طفلي لأول مرة، ان احضنه بين ذراعاي ، مؤلم جدا معرفة اني لن أكون اما في يوم من الايام . كما هو صعب علي تقبله ، و مثل ما كانت توقعاتي الرجل الذي اختاره لي والدي لم يقف بجانبي أبدا ، لم يخفف عني ، او يسمح دموعي بل باشر باجراءات الطلاق منذ سماعه للخبر في الوهلة الاولى ، دون النطق بكلمة واحدة الا كلمة الطلاق ،
احيانا يمكننا فهم الانسان بدون كلمات ، وحدها نظرات العيون تفي بالغرض ، عيونه كانت تحمل الكثير من الكلام التي لم ينطق بها ، كان يريد عائلة ، اطفالا من صلبه …
،لم يفكر بقراره او بأسباب أخرى كانت كلمة عقيم تفي بالغرض ،تطلقت و عدت الى منزل والدي اجر معي اذيال الخيبة ، لم يرحب بي احد ، تعالت اصوات البكاء و اللوم المستمر ، كأنني السبب في مرضي ، جعلوني احس اني لست بامرأة كاملة ، اقاموا خبر طلاقي كجنازة لي رغم اني ادرك جيدا ان جنازتي كانت لي تكون افضل لهم من رجوعي و أنا احمل اسم مطلقة معي ، الاسم الذي اعتبرته عائلتي وسمة عار تلطخ شرفهم ، و لكن الى اين المفر ؟ ليس لي مكان آخر الجىء اليه ، تحملت ، .....
الألم الذي يزورني في كل يوم ، تحملت الاهانات و الاحكام التي صدرت من اقرب الناس الي ، و كما يقال جرح القلب أعمق من جرح البدن ، فبعض جروح القلب تعيش فينا لا تفنى حتى مع فناء السنين ،
خضعت للعلاج فكنت أعالج بالكيماوي ......
تساقط شعري ،اختفت رموشي،تغيرت تغيرا جذريا ،شحب وجهي ذبلت عيناي لكني كنت قوية ، اقسمت اني لن اعتمد على احد ، سأكون رفيقة نفسي ....
فكنت اذهب للعلاج بمفردي ،استحم بنفسي، اواسي نفسي و هكذا دواليب ..، …
مرت شهور و ضحكت الدنيا في وجهي أخيرا ، بدأت بالتعافي بعدما استئصل رحمي، ..... قاومت بمفردي ، رغم المرض الخطير الذي فتك بجسمي ،أذبل رونقي و جمالي و لكني كنت اؤمن دوما بأن الله معي و ان الله لن يترك عبدا في حاجة ماسة اليه ،في هذه الفترة اشرف على علاجي دكتور من نفس المشفى الذي كنت اعالج فيه، دق اليه قلبي منذ اللحظة الاولى الذي رأيته فيها، لم تشدني اليه وسامته بقدر معتقداته السامية التي لطالما آمن بها ، حدثني عن الامل ، ان المرض ليس الا اختبار يختبرنا الله به ليرى ايماننا ، اخبرني اني سأخرج من هنا لأحقق احلامي ، حكى لي عن نفسه مطولا و انه قطع طريقا طويلا ليحقق احلامه هو الآخر خطى معي ،
..... خطوة بخطوة ، سار معي في طريق الايمان بنفسي ، مدني بالتفاؤل الذي كنت احتاجه ، كان سندا لي رغم أنه لم يكن من عائلتي . اخبرته عن احلامي ايضا ، عن معاناتي التي عانيتها مع العادات و التقاليد الظالمة ، انه لم يقف معي احد ، اخبرته عن عجز
بقلم 🖋️صدوق بشرى
الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق