ابحث عني بقلم المبدعة ✍️ ميهوب سامية

 



ابحث عني!!

ابحرت في الايام عن لقمة العيش .

امتهنت الكثير من المهن. وصادفت العديد من المحن. وفي اخر المطاف استقرت 

رغبتي؛ في امتهان الخياطة.

كم كنت جد سعيدة لذلك .

فكل قطعة تمثلني ؛تشع حبا؛ ونورا؛ وتغدوا احد اولادي.

حبيبتي ماكنة الخياطة؛ 

شكرا جزيلا لصبرك وطووول بالك .

..انت من جعلني ناجحة متألقة وصادقة في ما اخيط .

حبيبتي ايها الكثلة من الحديد ؛

جمادا انت ؛

صنعتي لذلك وتقومين بدورك كما امرتي .

.ولاكن...

صلابتك ؛وقسوتك؛ انعكست على مشاعري سلبا .

فأصبحت حديدية المشاعر؛ صلبة في قراراتي .

غدوت لا ابدي اي لين ولا طيبة. 

حبيبتي وصديقة دربي ...

كيف اصلح من نفسي ؟

من اين ااتي بقطع غيار لقلبي ؟

ببرغي يصلحني ؟

او مفك يعدل من قسى مني ؟

...مابك صامتة حبيبتي؟

لا روح فيك ولاحياة ؟

لماذا لا تجيبينني؟

قساوتنا للغير لا نبديها لبعضنا ؛

فانا منك؛ وانت مني؛ يكمل بعضنا بعض.

ارجوك اجيببني ولا تهمليني ؛

...واذا بي اسمع همسا يناديني من العدم ....

ايتها المجنونة ...انا هنا...انا في بلاط الغرفة ..

يا الهي من انت؟؟

انا نملة تسللت الى منزلك؛ للبحث عن قطعة سكر؛ او قمح؛ اقتات بها في شتاء بارد ؛

فسمعتك تتحدثين لجماد لا حول لها ولا قوة.

سيدتي ...نحن مخلوقات خلقنا الله ومنحنا روحا ....واحساسا...وقسوة...و لين ...سخط ...وفرحة .

اما من تكلمين ..صنع الانسان 

حديد وحديد لا تعرف النجاح والمزيد ....

بينما هي كذلك؛ واذا بمكينة الخياطة تدب فيها الروح؛ وتصرخ في وجه النملة؛

من قال اني ذون مشاعر؟

تعايشت مع هته السيدة عمرا ؛

لمست فيها حبا للنجاح؛ والاستمرار؛

كم اعشق ثقتها بي 

واتكالها على الله وعلي .


من قال انها ذون مشاعر ؟

فكلما احتكت بي لنسج شيء ما ؛

ألحض شعاعا من حب ينبثق 

من حنايا اصابعها الجميلتين؛

ويمر بين اسلاكي؛ وهدا مايعطيني حافزا لمواصلة العطاء واياها. 

صديقتي....طيبة القلب انت ؛

احبك حد النخاع 

احضنك بروحي؛ واسلم عليك كلما اردت فراقك؛

لكي نبدا سويا كلما اشرق شمس يوم جديد .

لكن ستظلين رغم جمادك الصديقة الوفية التي تواسيني ، أنت الوحيدة التي تقدر تعبي ، أنت من يعد الزمن الذي أقضيه فوق الكرسي الخشبي 

و أستند عليك بيدي ...

نعم أنت الجماد وأنا الإحساس...

أنت الآلة وأنا الإنسان

لكن نشترك في مصطلح واحد وهو 

الصبر والتحمل.

بقلم ✒️ ميهوب سامية 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جحيم الزنزانة سبعة بقلم ✒️ المبدعة طالح هديل

سيرة ذاتية منتهى ابراهيم عطيات

حوار رفقة المبدعة 👑 شتيلة غفران