لا تستسلم بقلم المبدعة ✍️ جميلة باباخويا


 

لا تستسلم....

صغيري المصاب بداء السكري، لا تستغرب حين أطلب منك و أكرر و أقول ، لا تستسلم، لأن الظروف و المضاعفات و المعاملات و العلاقات الإجتماعية و حتى الأسرية، ستجبرك على الإستسلام، و إن كنت ضعيف الشخصية ستفعلها.

لا تستسلم و تعايش مع الداء ، فلكل داء دواء، و لكل داء علاج، و كل إنسان مبتلى، و ما خلقنا إلا لنبتلى و نمتحن، أنت مختلف لكنك قوي و شهم، أنت شجاع لأنك تواجه مرض مخادع ، المدمر الصامت ، سيغير ابتسامتك إلى دموع، و سيغير فرحك إلى حزن، لكن إياك ان تطرق باب الإستسلام.

سيقول لك الطبيب يجب عليك أن تتبع نظام غذائي صحي و سليم، مقابل أن تعيش حياة صحية جيدة، ستشرع في تطبيق المقال، لكن ستتلذذ كثيرا ، و تبدأ شهيتك تزداد للحلويات و السكريات، فالذوق جذاب، ستأكل قليلا ثم تطلب نفسك الأكثر، إياك أن تستسلم و تأكل الكثير، فترتفع معدلات سكرك، صغيري ستتلقى عقبات كثيرة، ستحرم من أحب  الأشياء، فمتعة الصبى في الحلويات ، لأنها أجمل هدايا المحبين، و عندما تتجه إلى الإبتدائية ، ستجد نفسك مختلف، لا تستسلم ، إذا جعت تناول لمجتك دون حياء، و إذا عطشت أشرب دون خجل، و إذا أحسست بفقدان توازنك، أسرع و أخبر معلمك، لا تهتم فنحن في طريق لا يقبل الإستسلام، ستتفوق في دراستك و تتجه إلى المستوى الأعلى، و ستزيد مسؤولياتك ، لا تتقهقر ، فالسكري ليس معيق في الدراسة ولا المسار الجامعي، هناك أمور أعظم ، سيرفضك بعض ضعاف الشخصية ربما كصديق، و ربما كحبيب، و مرة كرفيق و أخرى كعامل و شريك، و مرات عديدة كزوج أو زوجة .

لا تستسلم ، فهذه سنة الحياة ، و علينا تقبل الأوضاع ، نحن يا صديقي لا نفرض أنفسنا على أحد، و هذه المشاكل تعتبر نقاط أقلام على هامش صفحتنا الصحية و النفسية و الإجتماعية، هناك أشياء أعظم ، ستجبرك على الإستسلام، فكن قوي ذو همة عالية شعارك الصبر و الرضى.

مهما كانت معدلات سكرك منتظمة ، سيترك الداء فيك بصمته، بعد مرور السنين من الإصابة، سيخف بصرك فلا تستسلم لآلام الليزر ، إصبر فأنت القدوة، ستصاب بفشل كلوي لا تستسلم لآلام أجهزة التصفية، ربما تبتر ساقك، لا تستسلم و تقبع في مكان لا تخرج منه، هذه مضاعفات ستتردد على مسامعك مرات و مرات حتى تستسلم للمرض.

لا تستسلم يا صغيري، لا وجود لأثر المضاعفات إن كنت منتظم في جرعات دوائك، غذائك صحي، ممارس للرياضة و المشي، لن تعرف طريقك عثرات كن يا صغيري ، كمن إذا استوقفه جدار تسلقه، و إن اعترضته أمواج عاتية ، تشبث بعود حطب و نجى، إن وجدت صخرة ابعدها عن طريقك و سر مطمئن، لن يخذلك الله أبدا، تألم ، تفهم، تعلم و إياك أن تستسلم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جحيم الزنزانة سبعة بقلم ✒️ المبدعة طالح هديل

سيرة ذاتية منتهى ابراهيم عطيات

حوار رفقة المبدعة 👑 شتيلة غفران