لقاء مع الله بقلم المبدعة ✍️ رانية بوناب

 

في ليلة رعد قاسية وسط كومة من الظلام الدامس،مشيت أتخبط إلى نافذة غرفتي أدرت مقبضها وقمت بفتحها لتداعب حزمة من الرياح الجنوبية وجهي وتعبث بشعري الطويل،فجأة بدأت تهطل حبات من البرد كان صوتها مخيف ،لكن منظرها رائعا حقا ،اه يا لها من ليلة تعيسة، المرض كاد يخنقني والأرق صاحبني ليصيبني شرود في سماء الكون الفسيح ،وأستسلم بعدها لنوم هنيئ بعد صراع مرير،وماهي إلا سويعات حتى سمعت صوتا عذبا يدوي، لكن النوم لم يترك لي سبيل وبات سجنا لي ، عدت لنوم و ما هي إلا دقائق معدودة ،حتى عاد الصوت العندليب مرة أخرى، ماذا تراه يكون ؟ الفضول سيطر عليا ،لكن النوم والمرض كانا أقوى من ذلك ،رددت في نفسي: أنا أقوى منكما ولن تتمكنا مني بهذه السهولة ،والصوت لايزال مستمر، و يتغنى في أذناي هاتين ،اه ! صحيح إنه صوت صلاة الفجر ؛ لقد حان وقت مقابلة العلي العظيم، بعد عدة محاولات نهضت من على سريري، لقد نجوت بأعجوبة من حلبة الصراع، التي كادت تفتك بي من الوساوس الشيطانية اوه ،الحمد لله فور انتهائي من الوضوء ،سارعت في ارتداء حجابي الأبيض، وقمت ببسط سجادتي الخضراء ،ثم بدأت بصلاة وتلاوة آيات الذكر الحكيم ،هاهي ومضة بيضاء تشع في أرجاء الغرفة ،لتخفي بشاعة اللون الأسود ، احساس يراودني بأنني أسمو وأعلو من سماء الدنيا الزائفة إلى جنات الخلد و النعيم.

 بكل ركعة أركعها ينتابني شعور بل منبع ونهر فياض من السعادة، والتفاؤل، والسرور ، ياله من شعور رائع ،ويا ليته لايزول البتأ ،راحة وطمأنينة تختلج الفؤاد، لتخفي سواد الليل الحالك ،وتدب في روحي الحياة من جديد ها قد بدأت عروس النهار بسطوع مستهلة اليوم بخيط أحمر، يميل للون البرتقالي الآن زال الكرب والبلاء، بفضل الله ونعمته، زال المرض والعناء، بفضل الحي القيوم .

صدقت رب العزة حين قلت: "ادعوني استجب لكم "وكذلك "نحنا أقرب إليكم من حبل الوريد" يا الله من أكرمك، يا الله ما أعظمك، يا الله ما ألطفك بعبادك، لك الشكر والحمد دائما وابدأ .

بقلم  ✍️ رانية بوناب. 

 سوق اهراس