سراب الحب بقلم المبدعة ✍️ القروي كوثر
"سراب الحب "
كثيرا ما نجد الخيال ملجئ لنعيش قصص نحلم بها ...
جالسة في غرفتي ...
لم اجد شيء لفعله سوى مشاهدة التلفاز او احتضان الاكتئاب ...
ذهبت لاجد ان كان هناك شيء يثير ناظري، اذا بي اجد رواية كان عنوانها "ليطمئن قلبي " لم احبذ ابدا فكرة انني اضيع وقتي في قرائتها...
لاكن لابأس سأحاول .....
اخذتها وخرجت مسرعة للذهاب الى مزرعتنا الجميلة ....
التي تحتوي ذكرياتي وألحاني وهمساتي ...
جلست تحت شجرة كبيرة لتظلني بظلها ......
فتحت الرواية لاجد نفسي احتضن السطور في اعماقي ...
وما ان بدأت قراءتها علمت انها عن غدر الحب ..
تذكرت ذلك الذي لطالما احببته ...
وكان حبي الاول والاخير ...
الا زال يتذكرني كما اتذكره ؟
اا احبني كما احببته؟
حقا انا تافهة !
هو الذي كان يحكي لي عن حبيبته ....
يناديني بصديقتي في وقت حاجته ....
لماذا احببتك لماذا ؟...
كل يوم تخطف رحيق افكاري بك .....
قتلت نفسي بتذكرك .....
لااعرف لما ينبض قلبي عند سماع اسمك ...
واتذكر فراقك عني واحتياجك ...
سمعت صوت يقترب مني ، كأنه صوت شخص يمشي ....
لن اكثرت ،لااريد تشويش افكاري فحقا انا متعبة ....
ياللازعاج ! لازال يقترب ؟ من سيكون هذا؟
نظرت خلفي انه شاب ، اظنه ليس بالكبير عني ...
جالس وفي يده كتاب ....
رحت اتأمله بدون لفت الانتباه ....
كان ابيض كالسحاب ....
شعره اسود كاليل ...
عينيه زرقاوتان كالبحر ...
لباسه انيق ومنتظم ....
انه لمتجاهل وغامض ذو شخصية كرتونية ...
سأقترب واسأله ماالذي اتى به هنا ؟
كدائما فضولي الزائد يؤدي بي الى الهاوية ...
رحت اتمشى بخطى حفيفة ، وبنفس هادئة لكي لااحدث له ضجة ..
جلست اقابله وجها لوجه !
وهو منغمس في كتابه ولايحرك ساكنا !
وضعت يداي على وجهي وانا انظر اليه ...
وكيف يقلب تلك الصفحات بعناية ....
كانه يلاطف حبيبته !
هل لديه حبيبة ؟ انه جميل اكيد لديه حبيبة !
ام خانته الايام وغدرت به...
صرخت قائلة ياله من رأس حقير توقف عن التفكير ؟
نسيت نفسي حقا ! لاجده متفاجئ ....
نظر لي نظرة حادة بعينيه الزرقاوتين .
خجلت واحسست بنبضات قلبي تتسارع؟
ارتبكت فكرت في الهروب فهو الملجئ الوحيد ...
لا لن اهرب هذه مزرعتنا ، سأفتعل السكوت.
اه سأغطي وجهي لاني حقا فتاة حمقاء وتصرفت كفتاة لازالت في السادسة من عمرها .....
راح يكمل قراءة كتابه ..ولم يهتم لامري !
صامت وهادئ وجميل .....
يشبه قصر مهجور يخبئ داخله احزان وآلام واسرار ...
لم استطع مجابهة الكلام ...
قلت تستطيع البوح لي بما يجول في قلبك !
نعم قلت وكلي جرأة وحماقة ....
هاذا ما جاء في عقلي حتى احترت فيما قلته ...
ارتبك ليقول ...
الاترين انني اقرا الكتاب ، ولا اشعر بالرغبة في الكلام !
ياللهول انه حقير ، لا بل العكس انا الحقيرة ....
آسفة ، لم ارد ازعاجك .....
ليقول: كلكي ازعاج ارجوا منك الابتعاد فاريد الجلوس بمفردي ....
شعرت بالخجل كان كلامه قاس ....
احسست بفيض الدموع آتي ......
لم اعرف ما اقول .....
حسنا لانهض واذهب فأنا المخطئة وهو ليس مذنب...
قلت آسفة عن الازعاج بصوت كله حزن !
ليقول: آسف لجرح مشاعرك لم اقصد ذلك
احسست بالرغبة في البكاء ذكرني به . عندما بُحت له بمشاعري وقابلني بغضبه ....وقال نفس كلامه ...
واذا بالدمعة ساخنة تفيض حزنا !
لم ارد ان اظهر له ضعفي وقلت لابأس ...
قال :كنت غاضب ولذلك لم اعي ماقلت ...
نعم انتم دائما تكذبون على انكم غاضبون ! هه لابآس قد اعتدت ...
سأذهب .،وادعك تكمل كتابك ...
قال: لاتذهبي انا من سيذهب ....
واذا به ذاهب ....
صرخت بأعلى صوتي ...
ارجوك لاتذهب .....
وقف امامي ليجد دموعي ملئت وجهي ....
مسحتها مسرعة كنت اريد الركض فقط ..
قال: ماسبب بكائك ....
قلت :لا الغبار فقط قد غمر عيناي .....
نعم كذبت وكلي حزنا وغضبا والماا....
قال: وما بال خوفك ؟
لم اعلم مااقول هل الخوف ظااهر ....
ام صوتي باح له بذلك ....
واطلقت العناء لدموعي كفيض من السماء !
وجلست على الارض لاشعر انني لااريد سواء البكاء!
اصرخ بعمق يخطف اشجاني ......
لماذا الست مثلكم ...
ام انني اضحك ولايرى حزني !
قال: مابك !.....
كان في حيرة من امره ....
نعم فأنتم عديمي الشعور ...
تكسرون الخواطر دون تردد..
اولسنا بشر نبكي ونحزن .....
قال :والله لم اقصد ذالك آسف ......
نعم فانتم كلكم تهتفون بأنكم دون قصدكم ههه..
وتختمون كلامكن بكلمة آسف !
جلس امامي .....
صرخت وبصوت ايقظ العصافير وشق السماء ....
انكسرت ،تعذبت ،تألمت ، جرحت ......
فاحتضنني بكل عفة ورحمة ....
ولاجد نفسي اتمسك بقميصه وابكي بين احضانه ......
كأنني قد خلت الحياة قاسية وليس هناك من يسمعني ......
همس في أذني ليقول والله انه لايستحق ان تبكي من اجله ....
اا شيء خطف روحي ......
كيف ؟ .....
راحت افكار تحوم حول عقلي ....
قال :ابكي حتى تشعرين بالرااحة ....
فحقا وجدت الراحة كأن ذالك الشيء الذي كان يعتلي روحي قد انهمر واختفى ..
ثم جلس بقربي ليقول انتي جميلة كجمال الشمس وهي تغيب ..
ابتسمت باارتباك !كيف ضعفت امامه ؟كيف اصبحت هكذا ؟
وانا حتى لااعرفه ....
نظرت له وجدته يتأمل ملامحي ليقول
انتي كالفراشة التي تفيض حبا !
والحمامة التي تغرد لحنا !
والنملة التي تحمل تعبا !
والرواية التي تنعش قلبا !
ضحكت بخفاء احسست براحة عند سماع كلامه
ليقول ولجمال ضحتك نسيم انهمر !
وما احمرار وجنتيك كالورد الاحمر !
ومااطيب قلبك كطفل صغير !
قلت: ومااصفى روحك كسحاب عابر !
قال : وان السحاب لوجد مكانه .....
والروح تهوى ملاذه ....
ان اردتي لاكون عاشقه .....
وبلسم الجرح وعقيمه ....
ابتسمت بابتسامة انعشت قلبي حبا ....
لنكمل الحديث في صمت هامس ساد المكان .....
هل لي بسؤال
قال : تفضلي
ماقصد كلامك بلا تبكي انه لايستحق ؟
قال :ان الانثى اذا غدرت من طرف شخص فإنها تراهم كلهم غدارون
وانها لاتخاطبه في حديثها بل تجمعهم كلهم بخطاياه هو فقط ...
ولاكن كيف عرفت ....
قال : لانني مررت بخيبة امل ....
احببت فتاة كانت حياتي واملي وتفاؤلي وعطري وبلسمي .....
وجدتها تخون حبي لهاا ؟
لاكنها انكرت ذالك ......
ارسلت لي رسالة تحتوي كلمات غضب تشبه كلماتك التي صرخت بها تعبر عن ندمها ...
علمت حينذاك ان الفتاة اذا كرهت، كرهت جميعهم ....
قلت في نفسي كيف لاحد مثلك ان تخونه فتاة فهي حقا حمقاء مثلي هه..
نعم تفكيري الغبي .....
قلت : لانها اذا غدرت لشعرت ان الحياة كلها قست عليها !
قال : وما اعظمكن !
قلت: شكرا لك !
قال : لماذا ؟
قلت : لانك من استمعت واحتضنت حزني .....
قال : حقا ان الحب لايمضي الا اذا ترك جرحا عميقاا ...
قلت :ويطول زمن دوائه ....
قال: ليصبح القلب هشا بمشاعر قاسية .....
قلت : ومااصعب القلب حين ينكوي من الحب ...
قال : لابأس لعلك لم تجدي من يحبك بصدق فقط .....
كيف لي ان اجد والشخص الذي احببته اعرض عن حبي وغدر بي ..
قلت : انا اآسفة لعلي اخذت من وقتك الكثير ...
قال : لابأس ، مااسمك
قلت: وتين وانت
قال :آدم...تشرفت بمعرفتك وتين ....
قلت: لي شرف على معرفتك .....
ثم استيقظت من غفلتي ،لازلت جالسة في مكاني وكان كل ذلك من نسج خيالي فقط ....
نظرت ورائي لعله كان حقيقة ولا كن ليس هناك احد !
وانا وحيدة ككل مرة ..!
تمنيت لو طالت محادثتنا اكثر من ذلك ...
لاكن لابأس ، ادم سأشتاق لك ياصديقي الخيالي ....
حسنا لاعود الى البيت قبل غروب الشمس .
"نتعاطى الخيال حين يؤلمنا الواقع "
❤❤❤
ردحذفمبارك ❤❤
ردحذف