طيف لإمرأة النور قلم المبدعة ✍️ هاجر ربيع رمضان

 




هاجر ربيع رمضان / مصر


طيف لأمرأة النور 

لا أعلم لماذا الكل هنا يتعاملون مع بعض بحذر شديد؟! وملابسهم الباهظة هذه تخفى شخصياتهم المغرورة ، المال يعنى لهم كل شيء وجههم الجميلة ، تخفي شخصياتهم الغريبة بعض الشيء ، أقف وراء الستائر أشاهد ما يحدث، أحلم بكم الملابس والحفلات الصاخبة تكفي طعام لمدة سنتين للبلدة، ما هذا البزخ ولا يشعرون بالفقراء، الملكة وملابسها الباهظة جدا ، تلبس عشرون فتاة عراه، والأحذية العالية والنجف والستائر والصالونات والقصر به غرفة لكل شخص وبهذه الغرفة كما لو أنه منزل كامل ، وما يدور خارج القصر الملكة على علم به ، وحدث ظلم كثيرا في هذا القصر وما داخل القصر لا أحد يعرفه ولا يستطيع أحد التحدث عن ما يدور داخل هذا القصر ، كنت ضحية من ضحايا ظلم هذه السيدة، 

في قصر يحكمه الخوف والزعر كنت أنا اخدم (لوريس) اخدم في القصر منذ حوالى عشرة أعوام، وكانت والدتي أيضا تخدم فيه وفي بلدة يسودها الفقر والجهل ، كنت أسكن في غرف الخادمات لم أذهب بلدتي كثيرآ، وكان يحكم المدينة بأكملها الملك (سايرس) تولى الحكم بعد وفاة والده، وكانت والدته سيدة ظالمة (بادلا) لا أحد يحبها كانت تحكم البلد بالظلم والقوة ولا أحد يمكنه أن يخالف أمرها، والملك لا يمكننه التحكم في شيء إلا بعد أخذ رأي والدته، وكانت زوجته (ميلنا) لم تنجب سوى البنات، كان عنده ثلاثة بنات وكانت تريد ان تزوجه من فتاة آخرى حتى تنجب لها الحفيد الولد الذي يحمل اسم أبيه ، ولكن هذا الأمر لم يشكل أهمية بالنسبة للملك ، كان على الملكة تختار له زوجة وعرضت كل أرجاء المدينة بما تحمله من بنات زوجة للملك ، لم تعجبها ولا فتاة، حينهاكنت متزوجة وكان لدي ولدان أحدهم كان لم يتم العشرة أيام أسمه (بلاتى) ، والآخر كان عمره سنتان، زوجى كان يعمل في القصر، وفي ليلة ذهبت أتحدث معها كنت مجهدة وأريد ان أذهب أرتاح ، ورأت ابنى وأنا احمله ع كتفي وقالت لي

 الملكة :هذا ابنك؟! 

الخادمة : نعم سيدتي ! 

الملكة :وهذا الطفل أيضا؟! 

 الخادمة :نعم! 

 ‏ثم قالت لي أذهبى ولكن يجب أن تأتى غدآ في وقت باكر 

ذهبت في سعادة بالغة لأنها وافقت وهذا شئ صعب حدوثه، اليوم التالى قالت لي أنها تريد التحدث معى بشأن شيء ذهبت لها ، قالت إنها ستزوجنى إبنها ، لم أفهم كيف؟ قلت " أنا متزوجة" قالت لي "من الآن عذراء هذان الولدان ليس أولادك ولكن أولاد زوجك فقط" 

جاء زوجى وقالت أمامه بصوت مخيف كاد يهز جدران القصر؛ 

 " تعرف هذه المرأة" 

 رد ورأسه في الأرض

" أنا أول مرة أراها داخل القصر سيدتي" 

 صرخت في وجهه قلت له "كيف لك أن تتخل عنى " 

 ‏موجه حديثه للملكة" تريدي مني شيء سيدتي " قالت " لا" 

 ‏ وسمحت له بالذهاب ، كان علي الهرب بعيداً بأولادي لم أستطيع، كيف علي الخروج من هذا المقصر المخيف؟جاء الملك ليتحدث معي، ما أعرفه عنه أنه شخص ذو قلب كبير بخلاف والدته وزوجته وأخوه، قبل أن يكمل حديثه معي ، قلت له "أريد الخروج من هذا القصر " نظر لي بنظرة كلها حيرة لماذا؟! ثم قال " كل فتيات البلدة يحسدونك على موقفك" قلت " لا أريد هذا أريد أن أحيا بسلام أنا وأولادي فحسب زوجي بعد ما تحصل ع المال من والدتك تخلى عني"  

 ‏" أنا زوجتى موقفها غريب وافقت على أن أتزوج امرأة أخرى حتى لو كانت خادمتها "

 ‏ قلت "أنا أعرف بعد ما تحصله على ما تريدوه سوف تتخلصوا مني " ف رد قائلا " من قال لك هذا؟!" 

  ‏" أنا خادمة منذ عشرة أعوام " 

  ‏رد قائلا ‏" إن لم تفعلى سوف تقتلك أيضا "

  ‏وافقت على طلبها وقلت" لها ماذا تريدي؟ " 

  ‏قالت " ولد يحمل اسم الملك كي يتولى الحكم من بعد والده سوف يكتب على اسم الملك وزوجته" 

  وافقت '

  ‏ تزوجت إبنها لم تعترف بي زوجة له ولم يعلم أحد في المملكة أن الملك تزوج، يومياً ترسل حكيم القصر يطمئن ، إذا كنت حامل أم لا الشهر الخامس علم بذلك ، لم أفرح بهذا الخبر' ولم أحد علم كان ولد أم فتاة وأنتظر الجميع حتى يأتي هذا المولود لكى يعرف الجميع، أنجبت ولد وفتاة ، ثم تحدثت ‏زوجة الملك وقالت "سوف نأخد الولد ونقتل الفتاة لا نريدها" ‏

  ‏من شدة فرحتها بحفيدها الذي يحمل اسم أبيه وزوجته ، 

  ‏قالت

  ‏" اتركوها لوالدتها فهيا تحمل دم ابنى " 

  ‏لم توافق زوجة الملك على هذا الأمر ، 

  ‏ ما جعل زوجة الملك تترك الجميع وتذهب غاضبة إلى غرفتها، عندما جاء الملك يطمئن علي ولم يهتم بمن أنجبت وجاء ليطمئن علي ، 

  ‏أخذته الملكة خارج الغرفة وقالت له " لابد أنها متعبة اتركها ترتاح"

 ليلة تلو الأخرى كنت أتعلق باولادي ولا أريد تركهم لأحد ، كنت خائفة تستطيع أخذهم مني وقتلي، وكنت اخدم في القصر هذا الوقت أيضا ، زوجة الملك أخذت ابنى في سن السنة وشهرين، اقاموا له غرفة صغيرة في غرفة الملك، كنت أراه أمامي يلعب أتعلق به بشدة وطلبوا من الملك الانفصال عني،

 ‏ "رفض" 

 ‏وقال " لا يريد "ما اصاب الكل بالذعر والغضب وقال أمام الجميع

 " يحبني وسوف يعلن زواجنا في كل أرجاء المملكة كزوجة ثانية للملك"

 ‏ وردت الملكة قائلة " أنت لا تستطع فعل ذلك أنا من أمرك بالزواج منها وأنا أيضا من أمرك بتركها" ثم ذهبت غاضبة وجاءت لي ليلا وقالت

 ‏" اتركي القصر وإلاسوف اقتلك وأضع جثتك للحيوانات" 

 ‏رديت وانا اشعر بالزعر

 ‏" سأذهب مكان تريدي أن أذهب أريد أخذ أبنائي معي" 

 ‏قالت لي" جاءت الجرأة تطلبي مني طلب كهذا من حسن حظك لم أستطع سماعك وتركتني وذهبت "

 ‏ذهبت للملك قلت له على ما حدث معي، طمئني وقال لي

 ‏" لا يحدث شيء أنا أقوم بحمايتك انت واولادك "

 ‏غفوت وأنا ع سرير الملك ، رأتني زوجته صباحا لم تهدأ وحاولت قتلي، وجاءت الملكة وقالت" ماذا تفعلي في القصر؟ أنا تحدثت معك أمس " 

 قلت لها " أريد أولادي "

 ‏ " لا أعرف أن لك اولاد هنا أنتى خادمة وأولادك آخذهم زوجك اذهبي وتحدثى معه "

توسلت لها؛ 

  ‏" أنا أريد اذهب بعيدا إذ تريدي مني الذهاب لا أذهب بدون أولادي" 

  ‏كان عليها أفتعال شيء لتتخلص مني، اذاعت في البلدة أنها رأتنى أسرق وسوف تعاقبنى وحجزتني داخل غرفة مظلمة غرفة لم يدخل إليها النور، ولكن جاء الملك يحل قيودي يحررني كل محاولاته كانت أغلبها فاشلة، الملكة كانت تأمر الحراس بأن هذه الغرفة لا أحد يقترب منها ولا تريد منهم أن يعطوا مفتاح هذه الغرفة للملك وكانت لا تدخل لي الطعام، الملك كان يأتي بالطعام ويدخله لي من بين حديد الباب ويطلب منى أن أكل، عندما علمت لم تهدأ العداوة في قلبها لي تزيد، في ليلة ممطرة افرجت عنى وأعلنت أني زوجة للملك وكان عليهم معاملتي كأميرة في القصر وليس خادمة، وأول ما فعلته هو طرد زوجي من هذا القصر أخذت منه أطفالي ، كنت في قمة الدهشة من فعل الملكة وافقت على ما فعلته وامرت الحراس بفعل ما أقوله لهم، وف ليلة من الليالى بعد حوالى عدة أشهر من الإفراج عني، جالسين ع مائدة الطعام والملكة وضعت أمامى طعام وقالت " أنهى هذا الطعام" رفضت خائفة كيف يمكنني الوثوق فيها بعدما فعلته معي؟ الملك كان يثق فيها انها تغيرت بعد إنجاب حفيدها ، تذوق الطعام بدل مني وقال "من تخافى منه لم يحدث" 

  ‏أكملت طعامي وذهبت للنوم قبل نومي فتحت النافذة ، رأيت من نافذة القصر أمرأة تحمل طفل صغير، وأنا اولادى كانوا يمكثوا مع زوجة الملك، نزلت مسرعة ليكون أحد من اولادى والملكة رأتني قادمة قالت لي " كل شيء هنا بحساب حتى طلب كوب الماء" وكلي ذل وقهر انحني امامها ذهبت لغرفتى ، في الصباح الباكر جاءت غرفة الملك وقالت له أريد التحدث معك، اعتذرت قلت  

  ‏" سوف أذهب"

  ‏ قالت " لا يهم الموضوع يخصك ولكن خوفا على شعورك لم أستطيع التحدث في وجودك ابنك توفى أمس وابنتك في غرفة الملك اذهبي خذيها لم يعد لنا صلة بك" قبل إكمال حديثها صرخت ولاح المكان من حولي بحديثها، وقلت لها "السيدة الذي كانت تحمل طفل هذا كان طفلى "

  ‏ قالت " نعم ذهبت لتدفنه دون علمك حتى لا تتألمي " وأصبحت خادمة مرة أخرى ، جاءت لى( مهواش) هذه سيدة كانت تخدم في القصر ولكن كانت تسمى كبيرة الخدم، وقالت لى

  ‏ "إبنك حي لم يتوفى" 

  ‏من المعروف عن هذه السيدة أنها تقول كل شيء للملكة وتخاف منها نظرت لها وقلت " هل تتكلمين الصدق "

  ‏ قالت " نعم إبنك يسكن مع زوجة الأمير خارج القصر في مدينة خارج البلاد"

 " تعرفي المكان وصفته لي" 

 ‏الليلة التالية توفت مهواش لسبب غير معلوم وكنت أفكر في الخروج من هذا القصر، لابحث عن ابني لم يسمح لي بالخروج أبدا ، شعور أن ابني حي هذا الشعور في حد ذاته يريح قلبي ، وفجأة مرضت الملكة وجاءت زوجة الملك جلست بجانبها، كان معها ثلاثة بنات وطفلان لم أعرف من فيهم ابني، 

' ‏توفت الملكة '

 ‏ زوجة الملك طردتني بعد وفاتها خارج القصر، خدمت في منزل قريب من القصر كي اكون قريبة من إبني ولم أراه إلا قليل جدآ، قلبي يخفق عند فتح بوابة القصر لخروج احدهم ، مرت الليالي ذهبت كثيرا للقصر لكي أراه ولكن لم أحد يسمح لي بالدخول، وذات ليلة سمعت في البلدة أن زوجة الملك تبحث عن سيدة تسمى لوريس كانت تخدم عندها وعندما سألت أهل البلدة لا احد يعلم

 ‏ لماذا تريدها؟ 

 ‏ذهبت للقصر وسألت لماذا تريدني؟ وقالت " الملك مريض ويجب على أحد من اولادي (جان أو يقاز) أن يتولى الحكم ، 

" وماشأني"

زوجة الملك" جان ابنك وهو الذى يتولى ويجب عليكي اخذه بعيدا " 

" ابني توفى قالت لي الملكة هذا" 

" جان ابنك لم يتوفى كنتي تريدي ابنك اذهبي به بعيدا" 

الشوق اخذني لابني وقومت بمعانقته بشدة ، 

وعلم جان كل شيء ، وأمر الملك بأنه يتولى الحكم بدلا منه بعد ما كنت خادمة أصبحت والدة الملك والبلدة حالها تغير للأحسن لم يكن فيها ظلم وقهر لأن الملكة ( الخادمة) كانت تعلم بكل شيء وبحال البلدة واصحلت أمورها للأفضل .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جحيم الزنزانة سبعة بقلم ✒️ المبدعة طالح هديل

سيرة ذاتية منتهى ابراهيم عطيات

حوار رفقة المبدعة 👑 شتيلة غفران